معبد حتشبسوت بالأقصرأو المعبد الجنائزي لحتشبسوت هو معبد من الأسرة الثامنة عشر المصرية، وأحسن ما بقي من معابد بنيت منذ نحو 3500 سنة في الدير البحري بمصر. بنته الملكة حتشبسوت على الضفة الغربية للنيل المقابلة لطيبة (عاصمة مصر القديمة ومقر عبادة آمون) (الأقصر اليوم). يتميز معبد حتشبسوت بتصميمه المعماري الخاص المنفرد بمقارنته بالمعابد المصرية التي كانت تبنى على الضفة الشرقية من النيل في طيبة.
مكونات المعبد
يتكون المعبد من ثلاثة مستويات، يحتوي كل منها على صف من الأعمدة في نهايته، وفي المستوى الأعلى، يقع فناء مفتوح خلف صف أعمدته، تتقدمها تماثيل لحتشبسوت بهيئة أوزيرية إله الموتى.
ولم يكن المعبد مخصصًا لها فقط، فقد كان المعبد يتضمن أجزاء مكرسة لوالدها الملك تحتمس الأول، والمعبودة حتحور، وكذلك المعبود أنوبيس، كما خصصت مقصورة مكشوفة للسماء، مكرسة لمعبود الشمس “رع حور آختي”، حسب ما ذكرت وزارة السياحة والآثار، وهناك مكانًا عظيمًا مكرسًا لآمون، وفي نهاية الفناء العلوي، على المحور الرئيسي للمعبد تم قطع ممر في الجبل ينتهي بقدس الأقداس.
معلومات عن المعبد
تم تغطية جدران المعبد بمناظر تمثل طقوس المعبد، والأعياد الدينية، وكذلك نقل المسلات من المحاجر إلى معبد الكرنك، ولعل أكثر المناظر تميزًا تلك الموجودة بالشرفة الوسطى، والذي يمثل بعثة حتشبسوت إلى بلاد بونت التي ربما تقع حاليًا بالقرب من إريتريا، وقد تم تصوير سكانها، ومنازلها وكذلك البيئة المحيطة، بالإضافة إلى الثروات والحيوانات الغريبة التي جلبها المصريون معهم من هناك، وفي الجانب الآخر، تم تصوير كيف أصبحت حتشبسوت ملكًا شرعيًا للبلاد، ليس فقط عن طريق تأكيد تعيين والدها تحتمس الأول لها كوريث شرعي له، بل أن والدها هو المعبود آمون نفسه.
تاريخ معبد حتشبسوت
لقد بني معبد حتشبسوت في فترة تصل إلى 15 عام من فترة حكم الملكة حتشبسوت فقد استمر بنائه إلى السنة 22 التي كانت تحكم فيها، وقد كان سننموت هو رئيس البلاد في عهد الملكة حتشبسوت وهو الذي قام بتصميم هذا المعبد وأشرف على بنائه بالكامل.
المقبرة الخاصة بهذا المعبد توجد تحت الطابق الأول منه، تمتد هذه المقبرة على نحو 97 متر في الجبل وفي نهايتها يوجد حجرة التابوت الموجودة على عمق 43 متر.
لقد اشترك في بناء حتشبسوت مع سننموت كل من جابو سنب ونحسي وزيحوني، وقد عرف ذلك من أسمائهم المحفورة على جدران المعبد.
لقد تعرض المتحف إلى بعض الفساد في نهاية حكم تحتمس الثالث الذي أتى خلف الملكة حتشبسوت.

قام بعد ذلك أوغوست مريت في بداية القرن التاسع عشر بعملية رفع الأنقاض عن المعبد وكان ذلك في عام 1893م وتم رفع الأنقاض عن الدير القبطي ذل تلك الفترة.
في عام 1903 إلى عام 1906 عمل في هذه المنطقة هوارد كارتر الذي كان يقوم بنقل الرسومات الموجودة في معبد حتشبسوت على ورق والقيام بتصويرها، وقد قام بتسجيل كل الحفريات التي عثر عليها في سبعة كتب بعنوان معبد الدير البحري.
في عام 1911 حدثت عملية حفر أخرى عند حتشبسوت ودون فينوليك كل أعمال الحفريات التي وجدها في كتاب سماع حفريات الدير البحري.
بعد ذلك في عام 1961 قام علماء الآثار البولنديين بإعادة بناء وترميم بعض الأماكن في المعبد وكانت بعثة تابعة للمركز البولندي لآثار البحر المتوسط تتبع جامعة وارسو بالتعاون مع مصلحة الآثار المصرية.
التصميمات الفرعونية الموجودة في معبد حتشبسوت
محراب حتشبسوت وتحتمس الأول
يعتبر هذين المحاربين من المكونات الأساسية الموجودة في معبد حتشبسوت، يوجدان أمام الحائط الذي يقابل المحراب الموجود أمام باب مصنوع من الجرانيت.
يحتوي هذا المحراب على الحائط المقابل لمدخل المحراب وهو حائط كبير من الجرانيت يسمى باب زائف، السقف الخاص بالمحراب يحتوي على بعض الرسومات التي طمست مع تقدم الزمن، كما يوجد باب يؤدي إلى غرفة تحتمس الأول ولكن الزينة الموجودة عليه قد طمست أيضًا.
قدس الشمس
يتكون قدس الشمس من 15 بهو كبير مفتوح ويحتوي على سلم داخلي يتم إمداد القرابين من خلاله وهو يعتبر من المكتشفات الأثرية الهامة، أما باقي الجدران في المعبد فهي غير مزينة.
محراب أمون رع
يعد هذا المحراب هو المحراب الرئيسي للإله آمون رع الذي يحتوي على حجرة كبيرة بها أربعة تماثيل لحتشبسوت لكن منهم تمثالين مفقودين الرأس من الأربعة تماثيل.
المزار الشمالي لآمون رع
هذا المزار هو عبارة عن حجرة صغيرة جدًا تحتوي على العديد من النقوش التي يتم فيها تقديم القرابين إلى الآلهة كما كان يحدث في عهد القدماء المصريين، كما أن الحائط الخلف للمحراب يضم رسمة للملك تحتمس الثاني.
