معبد فيلة بأسوان هو درة المعابد النيلية وأحد أعرق المعابد المصرية النوبية القديمة، ونالت جزيرة فيلة أهمية بالغة لدى قدماء المصريين، نظرًا لما يتميز به المعبد من موقع خلاب، حيث شكلت مع جزيرة أسوان حدودًا جغرافية طبيعية.
سبب تسمية المعبد بهذا الأسم
ويرجع اسم فيلة أو فيلاى إلى اللغة الإغريقية التى تعنى «الحبيبة» أو «الحبيبات»، أما الاسم العربى لها، فهو أنس الوجود نسبة لأسطورة أنس الموجودة فى قصص ألف ليلة وليلة، أما الاسم المصرى القديم والقبطى، فهو بيلاك أو بيلاخ، ويعنى الحد أو النهاية لأنها كانت آخر حدود مصر فى الجنوب، ومجموعة العبادة كرست لعبادة الإلهة إيزيس غير أن الجزيرة احتوت على معابد لحتحور وأمنحتب وغيرها من المعابد.

معلومات عن معبد فيلة بأسوان
تشمل آثار فيله العديد من المباني التي يعود تاريخها إلى العصر البطلمي (332-30 ق.م.)، وأبرزها ذلك المعبد الذى بدأه بطلميوس الثانى فيلادلفوس (285 – 246 ق.م.)، والذى كان مكرسًا لإيزيس أم حورس رب الملكية، وهناك منظر في الماميزي أو حجرة الولادة، حيث كان يتم الاحتفال بولادة حورس، تظهر فيها إيزيس وهي ترضع ابنها حورس في الأحراش.
يعتبر معبد إيزيس واحدًا من أكثر المعابد المصرية القديمة استمرارًا؛ حيث ظل المعبد يؤدي دوره حتى عهد الملك البيزنطي جستنيان الأول (527 – 565 م) والذي أمر بإغلاق كل المعابد الوثنية، حيث نقش كاهن يدعى اسمت-اخوم آخر نص هيروغليفي ويرجع ذلك إلى القرن الرابع الميلادي (394م). تم تحويل المعبد إلى كنيسة وتم محو العديد من نقوش المعبد.
يقع بجوار معبد إيزيس معبدًا مكرسًا لحتحور بناه بطلميوس السادس فيلوماتور (180 – 145 ق.م)، وأغسطس أول إمبراطور لروما (30 ق.م. – 14م). ولا تزال مقصورة تراجان (98 – 117 م) المقامة أمام معبد فيله قائمة على الرغم من أن سقفها لم يعد موجودًا، وكان الترتيب المنتظم لأعمدتها الرائعة قد جذب أنظار الرحالة وقاموا بوصفه وتصويره. كانت إيزيس المعبودة الرئيسية للمنطقة، حيث تم تصوير الإمبراطور يقدم القرابين لها ولزوجها أوزير وابنهما حورس.
تم نقل كل هذه الآثار من جزيرة فيلة الأصلية إلى جزيرة أجيلكيا القريبة خلال حملة اليونسكو للنوبة في الستينيات لإنقاذ المواقع التي غمرتها مياه النيل في عملية بناء السد العالي بأسوان.

قصة معبد فيلة
يعتبر معبد فيلة، الذى بدأ تشييده فى عهد الملك بطليموس الثانى، وساهم فى بنائه العديد من الملوك البطالمة، والذى خصص لعبادة الإلهة إيزيس، هو المعبد الرئيسى فى الجزيرة، بالإضافة للعديد من المعابد، منها معبد حتحور، ومعبد حورس.
وترجع أقدم الآثار المعروفة بمعابد جزيرة فيلة إلى عهد الملك «طهرقا»، أحد ملوك الأسرة الخامسة والعشرين.

معبد فيلة
منذ إكمال بناء سد أسوان الأول عام 1902م، ومياه النيل تحاصر معبد وجزيرة فيلة معظم السنة، بما تضمه من مخزون أثرى ثمين، ومع قرب الانتهاء من بناء السد العالى، فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عام 1960م، تفاقم الوضع.
أصبحت الجزيرة وما عليها من آثار مهددة بالغرق بالكامل وإلى الأبد، الأمر الذى جعل الحكومة المصرية تجرى مباحثات لإنقاذ معبد فيلة من مخاطر ارتفاع منسوب المياه.
قررت الحكومة المصرية فى مايو 1968، نقل هذه المجموعة من المعابد، بما فيها معبد فيلة، وإعادة بنائها فوق الجزيرة المجاورة «أجيلكا» على بعد 600 متر من جزيرة فيلة، ولتنفيذ هذا المشروع كان على الحملة توفير ثلثى تكلفة المشروع، فقررت عرضه على منظمة اليونسكو، التى قررت بدورها أن تطلق يوم 22 سبتمبر 1968، نداءً عالميًا لإنقاذ آثار النوبة.
مراحل مشروع إنقاذ معبد فيلة
بدأ العمل فى أعمال التصوير والرسم الأثرى فى عام 1972م، وفى عام 1974م، تم بناء سد معدنى مؤقت مكون من صفين من ألواح الصلب حول الجزيرة، فرغت بينهما مليون متر مكعب من الرمال، لمنع تدفق المياه إلى داخل الجزيرة.
تم فك ونقل جميع الكتل الأثرية لمعبد فيلة، وكانت حوالى 4200 كتلة أثرية، إلى جزيرة «أجيلكا»، فى عام 1977م، وأخيرًا تم الانتهاء من نقل وبناء أجزاء معبد فيلة وإعادة تركيبها بدقة، وصون نقوشها التى ذابت معظمها، وافتتاحها أمام الزوار فى عام 1980م.