مالطة تحتضن أول حديقة أثرية في البحر وأعلنت جزيرة مالطا في البحر الأبيض المتوسط عن افتتاح أول حديقة أثرية تحت الماء في العالم. تعد هذه الحديقة فريدة من نوعها، حيث تمزج بين جمال الأعماق البحرية وثقافة الماضي. تقدم للزوار فرصة استثنائية للاستمتاع بتجربة استكشاف تحت سطح البحر واكتشاف الآثار القديمة المذهلة.
نبذة عن جزيرة مالطة
باتت مالطا هي أول دولة بالعالم سوف تستضيف حديقة من نوع جديد وخاص والتي تقع بين 105 و 115 مترًا تحت سطح الماء حيث تتيح لك تور ريك ديبواتر بارك اكتشاف كافة الآثار الرومانية المنتشرة على مساحة 67 كيلومترًا مربعًا.
وتعد مالطا من الجزر التي تحمل تاريخًا غنيًا ومتنوعًا. يعود تاريخ المستوطنة في مالطا إلى آلاف السنين قبل الميلاد، وقد شهدت الجزيرة تأثرًا من مختلف الحضارات، بما في ذلك الفينيقيين والرومان والعرب والفرنجة. .تعتبر المواقع الأثرية في مالطا مهمة للفهم العميق للتاريخ والثقافة المتنوعة التي شكلت الجزيرة

الحديقة الأثرية فى مالطة
هذه المنطقة الأثرية الفريدة، اكتشفت للمرة الأولى في عام 2020، وتتكون من الطمي الناعم، وفي أركانها تتناثر نتوآت صخرية وشعاب مرجانية منقرضة، علاوة على مجموعة كبيرة من القطعة الأثرية التي تشهد مزيجا من الحضارة الأوروبية والأفريقية.
ومن المحتويات الأثرية الأكثر شيوعا في هذه المنطقة المكتشفة، المزهريات اليونانية القديمة ذات الشكل البيضاوي، والمعروفة باسم أمفورا، وفق ما ذكرته “تايم أوت”.
وبسبب العمق الكبير الذي تقع به الحديقة، فإن زيارتها بشكل شخصي تتطلب أن يقوم بذلك غواصون متمرسين، أو من يتمتعون باللياقة البدنية المناسبة للقيام بالرحلة تحت سطح البحر.
ولمن هم غير قادرين على الغوص لهذه المسافة، سيكون هناك إمكانية تفقد موقع الحديقة بكافة تفاصيله، ومشاهدة كافة محتوياته من القطع الأثرية الغارقة، عبر تقنية الواقع الافتراضي، التي صنعت بها نسخة افتراضية من مساحة الحديقة يمكن زيارتها وتفقدها عبر الموقع الرسمي لها Underwater Malta، الذي يضم كافة المواقع الأثرية في جزيرة مالطا تحت سطح البحر.
وكان من ضمن من ساعدوا على افتتاح الحديقة الأثرية، كل من وحدة التراث الثقافي المغمور بالمياه التابعة لحكومة مالطا، وهيئة الإشراف على التراث الثقافي في مالطا، وأيضا مجلس مونكسار المحلي وجامعة مالطا.
والحديقة الغارقة، ستكون إضافة قوية لمجال السياحة في مالطا، وستمثل عامل جذب إضافي للسياح لزيارة الجزيرة الأوروبية، والاستمتاع بما تحتويه من معالم أثرية أعلى وأسفل سطح البحر.

جولة فى الحديقة التى تقع تحت سطح البحر
وكذلك توجد شعاب مرجانية منقرضة بالمنطقة وهو ما يوفر تجربة أثرية بالإضافة إلى مراقبة الطبيعة وفي ذلك صرح البروفيسور تيمي جامبين من مركز علم الآثار بجامعة مالطا بأنه يتم تمثيل جميع مراحل تاريخنا تحت الماء، مع الرفات اليونانية والرومانية والقرطاجية.
ويمكن للزوار الاستمتاع بتجربة استكشاف مثيرة أثناء زيارتهم لحديقة الآثار تحت الماء. يتم توفير غوص مرافق بدنية آمنة ومعدات للزوار للسماح لهم بالدخول إلى المياه واستكشاف المعابد والمدافن والتماثيل القديمة. يمكن رؤية تفاصيل دقيقة للآثار تحت الماء بفضل المياه الواضحة والإضاءة المناسبة.
وحديقة الآثار تحت الماء في مالطا لها تأثيرات إيجابية على الثقافة والبيئة. يتيح للزوار فرصة فريدة للتواصل مع التراث الثقافي والتاريخ للجزيرة، مما يعزز الوعي الثقافي والتقدير للتراث العريق. بالإضافة إلى ذلك، تعزز الحديقة الوعي بأهمية حماية البيئة البحرية والحفاظ على التوازن البيئي. تشجع الحديقة على تعزيز الاهتمام بالاستدامة والمحافظة على البحر والمخلوقات البحرية التي تعيش فيه.
